نشرت دائرة الاستخبارات الفيدرالية السويسرية (SRC) تقرير الأمن السويسري لعام ٢٠٢٤. وفي التقرير الذي يتكون من ٩٠ صفحة، إلى جانب التهديدات الداخلية والخارجية والأحداث في العالم، تم تقييم سياسات دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية (DYE) وروسيا وإيران والصين وكوريا الشمالية بالتفصيل.
وأوضحت دائرة الاستخبارات الفيدرالية السويسرية (SRC) أنه على المستوى الدولي، فإنهم يمرون بفترة انتقالية غير مستقرة وخطيرة يمكن أن تعيد توضيح علاقات القوة، وقالت: "إن توقيت هذه المرحلة لا يزال غير مؤكد. ومثل أوروبا، تعاني سويسرا أيضاً من الحرب والأزمات المحيطة بها". ولا تزال أوروبا أقل أماناً مما كانت عليه قبل بضع سنوات، وتواجه وضعاً يفرض عليها أن الحرب العدوانية التي شنتها روسيا على أوكرانيا من ناحية السياسة الأمنية تجعل أوروبا ترتبط بشكل أكثر بالولايات المتحدة الأمريكية."
سيهتز الشرق الأوسط بشكلٍ جدي
وأعلن في التقرير أن حرب إسرائيل على غزة ولبنان ستُهز منطقة الشرق الأوسط بشكل جدي، وقيل إن "إسرائيل كقوة قد لا تكون قادرة على القضاء على حماس بشكل كامل. منذ شهر تشرين الأول من عام ٢٠٢٣ ، تزايدت حرب 'المقاومة' ضد اسرائيل. ومنذ شهر أيلول عام ٢٠٢٤، زادت إسرائيل من نضالها ضد حزب الله في لبنان وانتفضتْ ضد إيران واستراتيجيتها الإقليمية.
لقد أثبتت إسرائيل قدرتها على مهاجمة البنية التحتية الحيوية للإدارة الإيرانية وقتل الأشخاص المهمين في "طريق المقاومة". وتمتلك إيران أيضاً صواريخ باليستية قوية يمكنها تهديد إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، فإن الجماعات الشيعية والسنية في المنطقة، والتي أضعفت الهجمات الإسرائيلية بعضها، إلا أنها لديها القدرة على استخدامها: حزب الله في لبنان، وبعض النشطاء في العراق وسوريا، والحوثيين في اليمن، وحماس والجهاد الإسلامي في أرض فلسطين المحتلة. إن هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن لها تأثير سلبي على سلسلة التوريد الدولية.
يمتلك حزب الله ترسانة جوية قوية وفعالة، وبفضلها يستطيع ضرب إسرائيل بها. وحتى الآن، لم يتم استخدام الصواريخ الباليستية الكبيرة ضمن نطاق المصالح الإيرانية. كان للهجمات الإسرائيلية منذ شهر أيلول عام ٢٠٢٤ تأثير خطير على القيادة ودائرة القيادة للجناح العسكري لحزب الله.
تستطيع إسرائيل أن تهزم حماس عسكرياً في قطاع غزة، لكنها لا تستطيع القضاء عليها كحركة اجتماعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي مخيمات اللاجئين.
تنصهر العناصر الأساسية للنظام العالمي
قيل في التقرير: "من الواضح أننا في فترة انتقالية غير مستقرة وخطيرة لإعادة توضيح علاقات القوة على المستوى الدولي. وتوقيت هذه المرحلة غير مؤكد. بالإضافة إلى ذلك، تنصهر المعايير الأساسية للنظام العالمي. المنطق هو عندما تتولى الولايات المتحدة السيادة، ستظهر علامات تشكيل نظام عالمي جديد يمكن أن يؤدي بعد ذلك إلى تشكيل كتل: أولاً، دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، وثانياً، دول ديكتاتورية مثل الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران.
وخلافا للأحداث التي وقعت خلال الحرب الباردة، فإن هاتين المنطقتين تتشكلان في عالم عالمي. ويحاول الفاعلون في كلا الكتلتين المتنافستين تقييد المنطقتين إلى حد ما، وفي الوقت نفسه تعزيز التكامل الاقتصادي في منطقتهما؛ التكامل الاقتصادي المستمر عبر الأطلسي، وعلاقات روسيا مع الصين وكوريا الشمالية وإيران يمكن أن تظهر كمثال على ذلك.
فالقوى الإقليمية مثل الهند والمملكة العربية السعودية وتركيا لا تريد أن تكون مرتبطة بالولايات المتحدة الأمريكية أو الصين. وبالإضافة إلى التعامل التجاري مع الصين، ترغب هذه الدول أيضاً في التعاون مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالسياسة الأمنية. في مثل هذا الوضع، يتم تشكيل النظام، ويتدفق، ولم يتم تنظيمه بعد. في هذا السياق، فإن الفوضى الحالية في العالم والحروب والأزمات في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا سوف تصبح أكثر تشابكا وتجبر الدول الغربية على اتخاذ وجهة نظر استراتيجية.
داعش لا يزال خطيرا
أُعلِن في قسم الإرهاب الجهادي من التقرير، أن تنظيمي داعش والقاعدة لا يزالان يشكلان تهديداً في الكثير من المناطق، وكذلك في سويسرا وأوروبا.
وقيل في التقرير: "أصبحت أفريقيا مركزا للأعمال الجهادية. الجماعات المرتبطة بتنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة والجماعات الإقليمية في القارة الأفريقية لا تزال نشطة.
يمتلك داعش الموارد المالية والأفراد اللازمة ليتمكن من البقاء كمنظمة إرهابية سرية لفترة طويلة. يرتبط وضع إعادة الإعمار في سوريا والعراق بالدرجة الأولى بالقتال ضد تنظيم داعش. ولا يزال هناك الكثير من أنصار داعش وأفراد عائلاتهم في المخيمات والسجون في كل من سوريا والعراق. وهذا الوضع يخلق موارد لتعزيز التنظيم بمقاتلين جدد. إن الذين انضموا إلى داعش من أوروبا والمسجونين في المنطقة والمؤيدين الذين أعيدوا إلى أوروبا يشكلون خطراً على الأمن، لأن لديهم خبرة بالحرب وربما تتاح لبعضهم فرصة الوصول إلى شبكة واسعة.
وسوف يواصل تنظيم القاعدة عملها من أجل تعزيز الأجندة الجهادية الدولية وكسب دعم أولئك الذين يحركهم الجهاد. وبفضل الحرب في غزة، تواصل وتنشر دعايتها".
حزب العمال الكردستاني هو الممثل الأساسي للكرد
وفي تقرير منظمة الاستخبارات السويسرية، تم تخصيص مكان لأعمال حزب العمال الكردستاني (PKK) في أوروبا والمنطقة، حيث يعتبر حزب العمال الكردستاني (PKK) من بين المنظمات التي يتم مراقبتها في سويسرا. وفي التقرير تم تعريف حزب العمال الكردستاني (PKK) بأنه الممثل الأساسي للشعب الكردي وقيل إن "حزب العمال الكردستاني (PKK) باعتباره الممثل الأساسي لمنطقة الادارة الذاتية في شمال و شرق سوريا والكرد في أوروبا يقاتل في معركة بعيدة المدى". فالنضال من أجل الاعتراف بهوية الكرد في تركيا وسوريا وإيران يؤدي إلى العنف.
يرجع حزب العمال الكردستاني (PKK) نفسه من العنف
إن حزب العمال الكردستاني (PKK) ملتزم بهدفه المتمثل في الخروج من قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية وسيظل ملتزما بهذا الهدف. وعلى الرغم من التوترات المحتملة وبعض حوادث العنف المعزولة، فإن حزب العمال الكردستاني (PKK) ملتزم بمقياس اللاعنف.
"إذا تدهور الوضع في شمال سوريا وشمال العراق أو حدثت بعض الأحداث غير المتوقعة فيما يتعلق بحزب العمال الكردستاني (PKK)، فقد يزيد حزب العمال الكردستاني (PKK) أعماله السلمية في أوروبا وسويسرا من وقت لآخر".